الجب الأسود

الجب الأسود
من أنا ؟
هي مسألة قد ضاق فيها كل عقل خمّنا
فأنا الّذي
بالجب ذاق مرارة بعد المرار وبعدما
كنت المدلّل نافشا في بيتنا
قد جاء بي سبع شقاق هاهنا
فرموني في الجب العقيم ومنذها....
وأنا أعيش بغربة
لا قلب يمدح موطنا.
قد مر بي آل الجريمة ذات يوم أسود
بالجب حيث مصيبتي ومصيبة كبرى بأعلى الجب
ذاك أن القائد المغمور
نحو الجب قد انثنى
جاء الى الجب الصغير
وكفه في جوفه لوّاحة تتلمّس البترول
حتى استفاق لقصتي
فاستخرج الجسد الحزين بحبله
لمّا رآني طار بي
للسوق حيث تجارة
فأسرّني ببضاعة
وأبي يراني
ما بال صمت قد طغى؟
أو لست من كنت له الإبن المدلّل
ذات يوم
قد صار أبتي كالحجر
مستلقيا فوق الغرابة أبكما
فأنا أباع واشترى
مثل الدجاجة للنفوس الآثما
حتى اشتراني واحد كان العزيز بقومه
وانساق بي نحو الشعاب لداره
....وفي الطريق....
وأنا أجرجر للمذلّة بالحبال
قلت في قرارة نفسي:
عجبا عجيبا.
أنّى أعامل هكذا في أرضنا
هذي البلاد بلادنا
فالسوق....
سوق جدّي
حتى الحجارة والنجارة
كلّها كانت لنا
ووصلنا إلى دار العزيز......
في كل يوم آبة...
هذا العزيز الحاكم
كان الحقير الخادم
في قصرنا.
حتى الحريم حريمه...
كانت بأمسها من جواري عمّنا
في كل يوم آية
ومضت وجاءت أزمنا.....
وراودتني الّتي في بيتنا
وغلّقت الأبواب وأحكمتها.
وغدت تدغدغ قامتي
فوق المذابح بالمنايا المعدما....
وأنا رفضت عروضها.......
بل قمت أبكي مصيبة
فوق البلاء وفوق ما....
قد كان لي عيشا حزينا أنني....
أحيى كعبد في زوايا بيتنا
....دخل العزيز بقوة للبيت يحكم بيننا
رماني في السجن الرهيب وما تأكد أنني...
من راودتني زوجه
الله أكبر أنني
فوق المنايا الشائكة
أتذوق المرّ العقيم بسجن فترة حكمنا
والكل يرميني الزنا
والكل قال بوحشة
أنت الأثيم...
أنت يازير النساء الفاتنا
ورأى المنام في ليلة اثنان من أحبابنا
في سجن جدي......
قال أحد الإثنيين:
يا شقيق السجن أفتنا في أمرنا......
إني أراني أحمل علما صغيرا أبيضا....
أجري به نحو المساجد والدماء مقطرة
أجري به.....
والألم يعصر معصمي
والنار تكوي خافقي
والكل في أسواقهم قد ألصقوا بي التهما
قال ثان الإثنيين:
ياشقيق السجن أفتنا في أمرنا......
إني أراني باكيا في عرس أمي الأرملة...
والكل
يرقص بالمجون
وكلهم قد أفرطو في الشرب حتى أثموا
إلا أنا
.....قلت:
بشراكم زنيم
راحت علينا في الشقاوة إننا
نحن العرب
لسنا بأكثر من جموع ساكنا
أما العلم.....
فهو السلام في أرضنا.....
أما الألم......
فهو الممات لمعصم حمل السلام لأرضنا
والموت يطوي كل من حمل السلام بأرضنا
فكيف......؟
فكيف نترقب السلام من بلاد عدوّنا؟
قلت .....
أما الّذي بكيت عيونه في زفاف الأرملة...
أمه الأرملة....
يا شقيق العرب لا تبكي ....
أمك خانت مجدنا.....
في ظلمة العرس الحرام الفاجر
إن أمك ....
هي حكامنا
أما الثمالة....
فهي الجحود الصامت
تلقاه كل وريدة طلبت نموّا واحدا ومؤقتا
في أرضنا
ولأنك فقط ...لم تثمل ولم تغفل....
فأنت مرميّ هنا
يا صاحبي السجن.نصلب جميعا في مقابر مجدنا
كلنا
وستأكل طير الحروب بنارها من رأسنا
راحت علينا
فالسلام مذلة وخديعة وخيانة لدمائنا
سلامهم.....
مذلّة وخيانة لدمائنا
فسلامهم قتل وسفك أحمر
نهش الشعوب المسلما
راحت علينا
يا أخ السجن الرهيب فإننا
لن نستنير بعزّة
مادام السلم السراب حكاية....
تروى بجد في صفوف جيوشنا
......أوما عرفتم من أنا؟
فأنا الّذي حملو شتات عروقه
إلى القصر الكبير...
حيث الجميع مخادع
يحيى ليهلك مجدنا
وقف الأمير....
واستدعى كل رجاله
واستدعى كل نسائه
واستدعى من كانوا له الخدم المطيع المكرم
وقال لي....
إني أرى في النوم أني ذابحك
فضحكت في وجهه بجهرة
بعدها....
قلت له ..يا سيّدي
هل أبقى لي جلّادك
عرقا تذبّحه السيوف الحاكم؟
هل أبقى لي سجّانك عنقا سليما باثقا؟
هل أبقى لي أولادك
روحا ونفسا أبيضا؟
أنى تذبّح عالتي
والقتل عنها هبمنا
فرأى الأمير فصاحتي و رجاحتي و شجاعتي
فاستسلما
واستلهمت
بقصف الشعوب تفديني السمآ
أوما عرفتم من أنا؟
أنا.....
شعب البلاد الباكية
في كل فج صوتها وصياحها
حتى كرهتم همّها المتراكما
فهي البلاد المستجاب نداؤها
في هيئة كانت بخارا في السما
وإنني ....
شعب البلاد المحرقين هواءها
حتى ضننتم أنها لن تحيى أبدا
فوق أرض ساكنا
وأنا الّذي........
في الجب ذاق مرارة
والعرب لم يعنو له
إن أبناء العروبة ....
جيوش صرصر نائما.
بعد الذكرىال48للنكسة


نضمها أبي عبيدة ثليب جمال الدين



من للإسلام إن لم نكن نحن
Ab.djntel

سلمت يداك اخي جمال

موضوع مميز

نتمنى منك المزيد